بدا لي من بعض التعليقات على ما كتبته في منصة أكس (تويتر سابقا) أنه يحتاج بعض التوضيح والتفصيل:
1 - الإخوان المسلمون، مدرسة إسلامية عريقة، اشتهر عنها الاعتدال وعرفت بالوسطية، ولعلها أهم مدرسة تبنت مقاربة شمول الإسلام باعتباره منهج حياة، وقدمت في مسارها وتجاربها العديدة تضحيات كبيرة استحقت بها تعاطف ونصرة قطاعات واسعة من الأمة، وعداوة وكيد كثير من مستبدي الأمة وأعدائها، كما خرجت أجيالا من الشباب نجا من الميوعة والانحراف واستعصى على تيارات التشدد والغلو.
2 - مع ذلك عرفت حركة الإخوان المسلمين في تاريخها أخطاء وعثرات، كان بعضها بالغ التأثير على التجربة وأسهم مع استهداف الأعداء وكيد الخصوم في إرباك وإسقاط عدد من التجارب السياسية للجماعة.
وقد ضاق الإخوان المسلمون بكثير من دعوات التجديد والتطوير والتي صدر بعضها عن مفكرين وقادة من الجماعة.
ثم إن لكل فترة مايناسبها، وقرن من الأداء أو منه قريب يستلزم مراجعة في المقاربات والأسماء، والتخفف من حمولات، استصحاب إيجابياتها ممكن ومطلوب وترك سلبياتها وعثراتها متعين ومرغوب.
3 - الخلط بين الدعوي والسياسي بارز في تجربة الإخوان المسلمين، وإن تمايزا ظل السياسي أسيرا للدعوي محكوما باعتباراته، وهو أمر أضر بالدعوي الذي لاتناسبه طبيعة السياسي الخلافية والبراكماتية، وأربك السياسي الذي لايحتمل تحكم غيره فيه، ولايحسن تدبيره إلا أهله.
4 - الحالة الإسلامية محتاجة لتغليب البعد الوطني والإلتزام بمقتضياته، وهو أمر يظهر في الرؤى والخطاب والتسميات، وليس هذا من باب التشكيك في وطنية الإخوان، فهم فرسانها والمضحون من أجلها، ولكنها دعوة لترتيب الأولويات وتوازنها مابين الاستحقاق الوطني وهم الأمة العام، فالوطن أولا، ومن لايصلح وطنه لايخدم أمته.
من صفحة السياسي محمد جميل ولد منصور