نص خطاب الرئيس غزواني في المؤتمر القاري حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل بانواكشوط

ثلاثاء, 10/12/2024 - 17:13

قال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في افتتاحه أعمال المؤتمر القاري حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل إن الحضور المتميز لهذا المؤتمر يؤكد بقوة حرص القارة الإفريقية، دولا واتحادا، على إحداث تحول نوعي في المنظومات التعليمية، يجعلها من حيث الشمول والمرونة والجودة أقوى في التمكين لشبابنا ونسائنا، وأكثر ملاءمة لمتطلبات التنمية وتغيرات العصر المتلاحقة.
جاء ذلك في خطاب هذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،

– أصحاب الفخامة رؤساء الدول الشقيقة،

– أصحاب المعالي الوزراء،

– صاحب المعالي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،

– صاحب المعالي السيد نائب المدير التنفيذي لليونسف،

– أصحاب السعادة رؤساء الوفود.

– أيها الحضور الكريم.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

يسعدني ويشرفني كثيرا، أشقائي أصحاب الفخامة رؤساء الدول، أن تكونوا بين إخوتكم وفي بلدكم الثاني الجمهورية الإسلامية الموريتانية، شاكرا لكم إصراركم رغم انشغالاتكم الجمة على تشريفنا بحضور هذا المؤتمر القاري حول التعليم، المنعقد تحت شعار “التعليم وتأهيل إفريقيا للقرن الواحد والعشرين”.

كما يطيب لي أن أتوجه بالشكر الجزيل لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، ولطواقمه، وإلى كل الذين ساهموا في التحضير لهذا المؤتمر وفي تنظيمه المتقن من خبراء وشركاء دوليين ووطنيين.

إن هذا الحضور المتميز اليوم ليؤكد بقوة حرص القارة الإفريقية دولا واتحادا على إحداث تحول نوعي في المنظومات التعليمية، يجعلها من حيث الشمول والمرونة والجودة أقوى في التمكين لشبابنا ونسائنا وأكثر ملاءمة لمتطلبات التنمية وتغيرات العصر المتلاحقة.

فالتعليم هو المحور الأساس في بناء الأفراد والمجتمعات، فبه تكتسب المعارف والمهارات وتتهيأ شروط التطور والنماء للدول والشعوب، ولذا قررنا جميعا في الاتحاد الإفريقي جعل هذه السنة سنة للتعليم تحت شعار “من أجل تعليم إفريقي يواكب القرن الحادي والعشرين.. بناءُ أنظمة تعليم مرنة لزيادة الوصول إلى التعليم الشامل والمستمر والجيد والملائم في إفريقيا”.

ذلك أن ما تعانيه قارتنا من صعوبات جمة في رفع التحديات الجسيمة التي تواجهها اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا وبيئيا مرده في جزء معتبر منه إلى عجزها عن بناء أنظمة تعليمية تضمن الشمول والجودة، بنحو يرفع فعاليتها في إكساب المعارف والمهارات والتمكين لشبابنا من حيث التكوين والتشغيل تحريرا لطاقته الإبداعية وليكون بحق قاطرة التنمية والإزدهار.

فعلى الرغم مما بذلناه جميعا في سبيل النهوض بالتعليم لا تزال قارتنا هي الأكثر تأخرا على طريق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم.

فضعف نسب النفاذ إلى المدارس وتدني نسب الاستبقاء والنقص البين في البنى التحتية والمدرسين وفي الجودة عموما وفي محدودية استخدام التقنيات المعاصرة التربوية، هو في الغالب أبرز سمات منظومتنا التعليمية فمستويات التحصيل العلمي في القارة إجمالا جد متواضعة، إذ تبلغ نسبة الأطفال الذين يحوزون أو يتجاوزون في نهاية المرحلة الابتدائية مستوى الإتقان المتوسط في مهارة القراءة 35%، وفي الرياضيات 23%.

ويفاقم هذا الوضع باستمرار النقص الحاد في المدرسين، حيث تقدر حاجة القارة من المعلمين سنة 2030، ب 17 مليون مدرس إضافي؛ يضاف إلى ذلك النقص الملحوظ في البنية التحتية والحاجة الماسة إلى تطوير المناهج والتوسع في استخدام التقنيات الرقمية كدعامات تربوية، كل هذا علاوة على ما نشأ عن الأزمات الأمنية والاقتصادية والمناخية من تراجع في معدلات التمدرس والاستبقاء خاصة في صفوف البنات والفئات والمناطق الأكثر هشاشة.

فقد أدت النزاعات والأزمات الأمنية إلى إغلاق 9 آلاف و600 مدرسة سنة 2020، وحرمان حوالي مليونيْ طفل من التمتع بحقهم في التمدرس.

ولا غرابة إذا تسبب ضعف منظومات التعليم والتكوين في نقص قابلية الشباب للتشغيل، وفي ارتفاع نسبة البطالة، أبرز تحديات شبابنا الذي هو ثروتنا الكبرى، ومحور رؤيتنا لتنفيذ أجندة 2063 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

– أصحاب الفخامة والمعالي،

– أيها السيدات والسادة،

إن هذا المؤتمر القاري يتيح فرصة لتبادل رأي أهل الإختصاص والخبرة حول أهم التحديات التي تواجه منظومتنا التعليمية، من حيث مناهج التكوين، والقضاء على التفاوت والفوارق في النفاذ، وكذلك من حيث التمويل والشمول والجودة، وما حضورنا اليوم برفقة أشقائنا أصحاب الفخامة الرؤساء إلا للتعبير عن مناصرتنا ودعمنا لغايات وأهداف مؤتمرنا هذا.

ونحن نتطلع إلى أن تنير مخرجاته الطريق إلى تطوير آليات إكساب المهارات الأساسية واستخدام التقنيات المعاصرة ودعم جاذبية المدارس وأمنها وتأهيل المدرسين ودعم قدراتهم وتحسين ظروف عملهم ورفع مستويات الاستثمار في التعليم وتعزيز الشراكات البينية والمتعددة الأطراف لذلك الغرض.

وانني إذ أجدد الشكر والترحيب بإخوتي أصحاب الفخامة الرؤساء وبكافة المشاركين في هذا المؤتمر، لأرجو لأعمالكم كل التوفيق والنجاح.

وأشكركم والسلام عليكم ورحمة الله.