شارك الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم السبت في فعاليات افتتاح قمة القاهرة للسلام التى تستضيفها العاصمة الإدارية الجديدة (القاهرة) المخصصة لمناقشة خفض التصعيد فى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلال خطاب ألقاه الرئيس ولد الغزواني في القمة عبر عن شكره لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على مبادرته بالدعوة إلى هذه القمة، استجابة للظرف الاستثنائي الذي يمر به قطاع غزة وانعكاساته الهدامة على القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الوضع الراهن في قطاع غزة كارثي بكل المقاييس، وأن ما يتعرض له سكان القطاع من تدمير، وحصار، وجرائم صارخة ضد الإنسانية، كقصف المستشفى المعمداني، مناف لكل القيم والمبادئ، ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري بما يشهده من تدمير وحصار وجرائم صارخة ضد الإنسانية، وأن قصف المستشفى المعمداني يمثل إحدى أفظع صورها.
وقال الرئيس غزواني إن خطورة الوضع القائم، تستدعي بإلحاح، هبة قوية من الجميع، وبذلا لكل الجهود الممكنة من أجل تداركه، داعيا إلى الإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة تأمين الخدمات الأساسية، من ماء، وكهرباء، ودواء، ووقود، والعمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار، ولو مؤقتا، يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية، ويتيح فرصة للعمل على استعادة الأمن والاستقرار، مضيفا أنه آن الأوان أن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد، في هذه المنطقة، بسلام أو أمن مستديم، إلا بقدر ما ينعم الآخرون به، داعيا المجتمع الدولي بمجمله، إلى العمل بجدية وعزم، وصدق إرادة، لإيجاد حل تقوم بموجبه دولتان، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان جنبا إلى جنب، في أمن وسلام.
وهذا نص خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في قمة القاهرة للسلام:
فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية؛
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي؛
أيها السادة والسيدات؛
أتقدم، بداية، بالشكر الجزيل إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، على مبادرته بالدعوة إلى هذه القمة، استجابة للظرف الاستثنائي الذي يمر به قطاع غزة وانعكاساته الهدامة على القضية الفلسطينية، حالا ومآلا.
إن الوضع الراهن في قطاع غزة كارثي بكل المقاييس.
فما يتعرض له سكان القطاع من تدمير، وحصار، وجرائم صارخة ضد الإنسانية، كقصف مستشفى المعمداني، لينافي كل القيم والمبادئ، ويصادم مرتكزات الوجدان البشري الفطري بما يشهده من تدمير وحصار وجرائم صارخة ضد الإنسانية، يمثل قصف المستشفى المعمداني إحدى أفظع صورها.
إن استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط، بمجمله، لا يمكن التنبؤ بمآلاتها، ولا بحجم آثار مفاعيلها السلبية على المنطقة ككل والعالم بأسره.
وتستدعي خطورة الوضع القائم، بإلحاح، هبة قوية من الجميع، وبذلا لكل الجهود الممكنة من أجل تداركه.
فلا بد من الإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، وإعادة تأمين الخدمات الأساسية، من ماء، وكهرباء، ودواء، ووقود.
كما لا بد من العمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار، ولو مؤقتا، يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية ويتيح فرصة للعمل على استعادة الأمن والاستقرار.
وإن ما تشهده هذه المنطقة، من عنف وكوارث، ليس إلا نتيجة حتمية وعرضا من أعراض الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين، والمتمثل في عدم إنفاذ حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية.
لقد آن الأوان لأن يقتنع الجميع بأنه لن ينعم أحد، في هذه المنطقة، بسلام أو أمن مستديم، إلا بقدر ما ينعم الآخرون به.
فالسلام كما الأمن لا يحرز بكسب معركة أو الانتصار في حرب، إذ دوامه مشروط بشموله الجميع.
ولذا يتعين إذن علينا، وعلى المجتمع الدولي بمجمله، العمل بجدية وعزم، وصدق إرادة، وذاك الأهم، لإيجاد حل تقوم بموجبه دولتان، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان جنبا إلى جنب، في أمن وسلام.
وإن أسس هذا الحل موجودة في قرارات الشرعية الدولية وفي المبادرات السياسية كالمبادرة العربية، ولن ينتظم للمنطقة، بدونه أمن ولا استقرار.
وإنني إذ أتطلع إلى أن تساهم هذه القمة في الإسراع بتدارك الوضع الكارثي في قطاع غزة، وفي الدفع باتجاه قيام حل الدولتين، لأرجو لأعمالها كل التوفيق والنجاح.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتشارك فى القمة 31 دولة و3 منظمات دولية، وعدد من زعماء العالم، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وتبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، و جذور الصراع التاريخى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والدفع نحو تفعيل عملية السلام فى الِشرق الأوسط للشروع فى تسوية عاجلة وشاملة للصراع الممتد لعقود، وذلك وفق مبدأ حل الدولتين ومبادرة السلام العربية التى تبنتها قمة بيروت عام 2002.