أكد معالي وزير الزراعة، السيد يحي ولد أحمد الوقف، أن عدم استغلال مزرعتي كوركول النموذجيتين في الحملات الزراعية أمر غير مقبول وأن الدولة على أتم الجاهزية والاستعداد لتذليل كل الصعاب بغية استغلال المقدرات الزراعية في الولاية.
وقال، خلال اجتماع عقده اليوم الأحد بمباني المدرسة الوطنية للتكوين والإرشاد الزراعي في كيهيدي، إن زيارته للولاية تأتي في سياق المتابعة عن قرب للحملة الزراعية بشقيها المطري والمروي واللقاء بالمزارعين لحل المشاكل المطروحة والعمل على تجاوز التحديات المطروحة على الزراعة في هذه السنة التي سجلت تساقطات مطرية هامة يجب استغلالها بشكل محكم .
وذكر معاليه بالعناية القصوى التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للزراعة، مبرزا أنه إشرافه شخصيا على إطلاق الحملة الزراعية هذه السنة من مقاطعة تا مشاكط بولاية الحوض الغربي دليل قاطع على هذا الاهتمام.
وأكد اهتمام فخامته بسكان كوركول عموما وساكنة كيهيدي على وجه الخصوص وخير دليل على ذلك قطع راحته السنوية لمؤازرة الأسر التي تضررت من الفيضانات الأخيرة في كيهيدي.
وأوضح أن الوزارة تعكف على إعداد تشاور خلال الأسابيع القادمة مع القطاع الخاص للخروج برؤية واضحة لتنمية القطاع الزراعي حتى يتحقق الاكتفاء الذاتي في المواد الأساسية.
ونوه بالخصوصية الزراعية لولاية كوركول التي كانت تعد على رأس قائمة المناطق والولايات الأكثر إنتاجا في الحبوب التقليدية واتساعا في المساحات الزراعية المستصلحة، داعيا إلى الاستغلال الأمثل لمزرعتي كوركول لبلوغ الأهداف المرجوة في هذا المجال.
وأضاف أن القطاع يعمل على حل المشاكل المتعلقة بالتأمين الزراعي والتكوين والتمويل، داعيا المزارعين إلى التركيز على الحملة الزراعية المطرية والإعداد المحكم للحملة المروية والمشاركة الفاعلة في إثراء الأيام التشاورية القادمة حول القطاع الزراعي.
وبدوره ثمن عمدة كيهيدي السيد براجي كونوالعناية التي يمنحها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لساكنة كيهيدي، مطالبا بدعم ومؤازرة المتضررين من الفيضانات الأخيرة وإعادة تأهيل المنشآت المائية التي تأثرت بالأمطار إضافة إلى توفير المدخلات الزراعية في الوقت المناسب.
أما رئيس جهة كوركول، السيد با أحمد فقد استعرض وضعية الولاية زراعيا حيث كانت مهدا و خزانا لمختلف المحاصيل الزراعية التقليدية وقطبا تنمويا كبيرا توجد فيه كل المؤسسات الزراعية الحكومية المتخصصة في مجال الزراعة.
وقال إنها فقدت هذه السمعة الطيبة بسبب تراكم المشاكل على المزارعين وتراجع المساحات الزراعية المستصلحة وضعف المردودية الإنتاجية في المساحات القائمة.
وطالب بتفعيل دور المؤسسات الحكومية التي يشهد لها التاريخ في دورها التنموي في الولاية كالشركة الوطنية للتنمية الريفية صونادير والمدرسة الوطنية للتكوين والإرشاد الزراعي والمركز الوطني للبحوث الزراعية والتنمية الزراعية والتي تهالكت بسبب قلة الاهتمام .
كما طالب بتعويض بعض القرى التي تضرر مزارعوها من الأمطار المبكرة في كل من قريتي انجينغا وكانكي، وبتوفير المدخلات والاليات الزراعية.
وبدوره استعرض السيد الشيخ التيجاني تانجا رئيس الاتحادية الجهوية للزراعة في كوركول المقدرات الزراعية الهائلة للولاية وما قامت به الاتحادية الجهوية من تحسيس من أجل الاقبال على الزراعة.
وتقدم بجملة من المطالب تتمثل في توفير المدخلات الزراعية واحترام الجدولة الزراعية في مزرعتي كوركول النموذجيتين وربط المزارع المروية بشبكة كهربة المناطق المروية.
كما طالب بحماية المزارع من الحيوانات السائبة ومكافحة انجراف التربة والأراضي الزراعية وإنشاء قاعدة للهندسة الريفية وفك العزلة عن مناطق الإنتاج في مقاطعة مقامه وإعادة تأهيل القنوات الرئيسية والثانوية لسد فم لكليته .
وقد ركز المتدخلون في نقاشاتهم على حماية المزارع من الحيوانات السائبة ومن الطيور لاقطات الحبوب وتوفير السياج في المناطق الفيضية الشاسعة وإنشاء قاعدة للمعدات الزراعية وتعويض المزارعين الذين تضرروا من الأمطار المبكرة إضافة إلى توفير السماد في الوقت المناسب.
وأكدوا على احترام الملكية العقارية التقليدية لضمان السلم الاجتماعي وتوفيرالحاصدات في وقتها المناسب وتحديد مناطق للزراعة وأخرى للتنمية الحيوانية.
ودعوا إلى استغلال المساحات الزراعية الفيضية التي غمرتها المياه لضمان قوت السكان المحليين الذين يعولون على تدخلات القطاع الزراعي للتخفيف من الأعباء التي قد تثقل كاهل المواطنين في هذه المناطق.
وشددوا على تفعيل الزراعة الفيضية لتعويض النقص المسجل في زراعة الأرز نظرا لوجود أراض زراعية مترامية الأطراف من شرق الولاية إلى جنوبها وغربها، صالحة لزراعة المحاصيل الزراعية الفيضية.
وفي رده على مختلف التساؤلات، أكد معالي الوزير أن الحكومة عاكفة على دراسة وضعية المزارع التي تضررت من الأمطار المبكرة لإيجاد حل عادل في القريب العاجل.
أما في مجال زيادة الاستصلاحات الزراعية ، أكد الوزير أن هناك حاجة ملحة إلى هذه الاستصلاحات الجديدة ولكن استغلالها يظل دون المستوى، حاثا رجال أعمال الولاية على الإقبال على الاستثمار في القطاع الزراعي.
ودعا إلى توفير آلية تمويل وتأمين الزراعة وتملك المزارعين على سندات عقارية لضمان ديمومة العملية الزراعية باعتبار الزراعة نشاط اقتصادي.
وطمأن المزارعين على القيام بحملة واسعة النطاق لمكافحة الطيور والآفات الزراعية وستصل الولاية بداية الاسبوع المقبل فرق برية وجوية بالطائرات المسيرة للبدء في مكافحة هذه الآفات.
وقال إنه يتعين الاتجاه نحو المكننة الزراعية لمضاعفة الإنتاج، مطالبا بالعمل على تكامل الجهود بين القطاع والمزارعين.
وقال إنه سيتم تفعيل دور المؤسسات المتخصصة في البحث الزراعي والتكوين والإرشاد حتى تستعيد دورها التقليدي في مجال الارتقاء بمستوى أداء القطاع الزراعي.
كما سيتم التركيز على إنتاج البذور المحلية الخالية من المواد الحافظة لضمان تموين مستدام للمزارعين، مبرزا أهمية تعاضد الجهود من اجل حماية المخزون الرعوي الوافر من الحرائق البرية.
وكان معالي الوزير قد أدى زيارة لسد فم لكليته وعاين مزارع تقليدية في منطقة “اندام،” التابعة لبلدية فم لكليته التي تحتاج إلى حمايتها من الحيوانات السائبة ومن الطيور لاقطات الحبوب.
وحضر الاجتماع السيد محمد فال ولد لبات مستشار والي كوركول والسلطات الإدارية والأمنية بالولاية.