إلى متى نظل أسرى لنوعين من الخطاب ظهرت مجانبتهما للمصلحة، ومستندهما من شرع أوقانون مفقود: خطاب يثير ويستفز ويهدد، يؤسس على أساطير المؤامرة ولايهتم أصحابه بسلم أوانسجام، ويأتي آخرون يلتمسون لهؤلاء بعض المخارج ويرون التغاضي عن تطرفهم ونزقهم حكمة ومسؤولية..
وخطاب يساوي بين التطرف والمظالم، ويرى طرح كل مظلمة والدعوة للعدل والمساواة إثارة ودعوة إلى الفتنة، ولايرى الشرائحية إلا في الدفاع عن البعض، أما تبرير الظلم والسكوت على الإقصاء فهو مقتضى السلم الأهلي والانسجام بين الناس.
لقد أضر منتجو خطاب الإثارة والمبالغة والتهويل بقيم الوحدة والوئام والتماسك، وأضر مروجو خطاب التبرير والتمييع والتهوين بقيم العدل والمساواة والمواطنة.
فرقوا بين القضايا العادلة والمحامين الفاشلين، وفرقوا بين خطاب التهدئة والأخوة والذين أسرهم التقليد والتبرير.
من صفحة السياسي البارز محمد جميل منصور