نشرت بعض المواقع المحلية معلومات نسبتها لشركة اسنيم تناولت حجم مبيعاتها خلال الأشهر السبعة الماضية، حيث بلغت 7٫73 مليون طن من خامات الحديد، وهو ما يعني متوسط مبيعات شهري في حدود 1.1 مليون طن أي إجمالي مبيعات سنوي دون الهدف السنوي الذي ذكر البيان أن الشركة لا تزال تتمسك به والمتمثل في مبيعات تبلغ 13٫5 مليون طن سنويا ، والأهم من ذلك أن هذا "الإنجاز " في الحقيقة ليس سوى عودة مستوى المبيعات إلى سابق عهدها ولكن بعد صرف مئات المليارات من الأوقية، وتبني إستراتيجيتين تأكد فشل تنفيذ إحداهما.
أما حديث البيان عن تعزيز شركة اسنيم لتواجدها في الأسواق الناشئة من خلال توقيعها لعقد شراء طويل الأمد في شهر مارس الماضي، مع مجموعة توسيالي التركية (TOSYALI) ، وكذلك زيادة الزبائن على مستوى سوقها التقليدي في أوروبا فهي خطوة في الطريق الصحيح خاصة في ظل خطورة فرض الاصطِفاف الدولي ضِد روسيا وحلفائها، والذي يبدو أن بلادنا أصبحت أكثر دول المنطقة تبنيا له من خلال مواقفها وبياناتها.
لكن النقطة الأخطر التي لم يذكرها البيان هي أنه في ظل التراجع المستمر للأسعار مع الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات، التي ذكر البيان أنها تشكل جزءاً كبيراً من تكلفة الإنتاج، وتحت ضغط تفاقم عجز الميزانية، وتآكل الاحتياطي من الدولار قد تضطر موريتانيا إلى زيادة الاقتراض في ظل وضعية دولية بالغة الصعوبة بفعل رفع أسعار الفائدة بشكل كبير، ومما يزيد الطين بلة تبني النظام الحالي لبرنامج تنموي يستند على البعد الاجتماعي، وهو ما يعني ضرورة تفادي سخط الشعب ( الناخبين) خاصة مع قرب الانتخابات.
وتبقى النقطة الأهم حجم التضحيات التي قدمها العمال من أجل استعادة اسنيم لمستوى إنتاجها قبل أزمة 2014 في ظل ضعف وسائل السلامة، وشبه غياب وسائل الراحة، وتهالك معدات الإنتاج، وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول مدى رضاهم حتى لا أقول سخطهم بخصوص أوضاعهم.
ونذكر إدارة شركة اسنيم بأن مشاركة المعلومة والصدق مع العمال والشعب شرط مسبق لخلق وسط ملائم للتفكير الإبداعي، وكذلك خلق جو ملائم لحل المشاكل بل وحتى منعها، وحتى الآن الشركة لم تنشر " نتائج العمليات المالية لسنة 2021 " على موقعها وباللغة الرسمية للجمهورية الإسلامية الموريتانية، وقد ذكر تقرير مبادرة الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية لسنة 2019 "أن تقارير الشركة منذ 2009 تنشر متأخرة، وبمحتوى أقل مقارنة بنشرات ميفرما البائدة".
من صفحة د.يربانا الحسين الخراشي