مايثيرالدهشة والاستغراب معاهو عودة محمدولدعبدالعزيزالى موريتانيابعدفترة وجيزة من مغادرته لهاوهويعلم يقيناأنه أفلسهاو تركهار هينة مديونية لن تستطيع سدادهاالابعد لأي لأن عشريته السوداء لم تعرف سوىالخراب والاستنزاف الممنهج لخيرات البلد من أجل بناء إمبراطورية مالية له ولأفرادأسرته.لقدعادمع علمه بأنه هو من خرب اقتصادهاوجوع شعبها وافقر أهلها.ان عودته ومحاولته عبثاالانغراس فيهاكمالوكان بطلاوطنياأمرمريب حقا. لكن قراءته ليست صعبة.فلابدأن الرجل فكرجيداقبل قطع اقامته في الخارج ليتوصل الى نتيجة مؤداهاأنه لامحالة متابع على جرائمه سواء كان في الخارج أوعادالى موريتانيا.لكن المتابعة في الخارج حيث المجتمعات المدنية والقضاء المستقل قد تكون نتائجهاعلى سمعته وسمعة عائلته المتخمة بالمال الحرام سلبية وغيرلائقة به كرئيس دولة سابق. اما متابعته في الداخل فقد يستنتج انهاقدلا تشكل عليه خطرانظرالماعهده من عدم استقلالية القضاءو سيطرة الدولة على مفاصله على الأقل خلال مأموريتيه هو. فمتابعته في الخارج حتى وان لم يصل أصحابهامنهاالى النتيجة المرجوة فستقض مضجعه لتصبح بمثابة "اغزال ول أركيك.الما كتل اخصر معشاه".وربما يعول على صداقته بالرئيس الغزواني مع أنه هولايعرف للصداقة ولا للوفاء معنى.
عاد الرجل إذن الى موريتانيامثقلا بالهموم ملاحقابالجرائم الاقتصادية والمالية عساه يجد متنفسايوسع عنه دائرة المضايقات التي تكادتطبق على رقبته. عادعودة "سارك وازعيم "وأخوف مايخافه الرجل أن يتم الاقتراب من أمواله المجموعة من عرق الفقراءودماءالكادحين والتي الأفقية له فيها.وهكذا قررخطأ الهروب الى الأمام و الاستظلال بقبعة حزب الاتحادمن أجل الجمهورية الذي كان نوابه ومطبلوه بالأمس القريب جوقته التي تشيدبأمجاده وتنادي له بمأمورية ثالثة .وكان يخطط لزعامة الحزب على أن يكون ولدالغزواني لرئاسة الدولة.لينفذمن هذه الثغرة إلى ممارسة لعبة خبيثة اعتادأن يلعبهاثم ينقض على الحكم مرة أخرى. واذامانجح في ذلك ضمن لنفسه مكانامتقدمايستطيع منه ان يتوق إلى الاستحواذعلى الرئاسة مرة أخرى لاقدرالله.لكن هيهات.فقد اصطدم باكتشاف خطته من طرف رفيق دربه الذي بادرباعلان اعتباره المرجعية الشرعية للحزب لا غيره.وكانت صدمته أشدعندماتفرق أصحاب الأمس من حوله معلنين تمسكهم بولدالغزواني مرجعية للحزب.
اختلطت الأوراق على الرجل نتيجة سوء التقديروالقراءة الخاطئة للساحة. وهكذاماعاديميزالخطوة التالية.فلا بد من مخرج من هذاالمأزق الذي وجد نفسه فيه.فما العمل إذن وهو الرجل الميكافيلي الذي يضحي بالقريب والبعيدمن أجل هدفه وتاريخه في نقض العهودوالتضحية بالقريب والبعيد ماثل لايحتاج الى نبش.ألم يمكربوليي نعمته: معاوية واعل رحمه الله؟ألم يطح ضحى برئيس منتخب أمنه على حراسه؟ألم يطردابن عمه وسنده القوي ولدبوعماتومن وطنه ليعيش منفيامتنقلابين المغرب واربا؟فماالم فماالمانع من أن يجرب ذلك هذه المرة أيضا؟هذامالايشك أحد في انهاكانت خطته . فولدعبدالعزيزله نفس متشبعة بحب المال.وهذه الغريزة هي التي توجهه وتتحكم فيه تمامامثل ذالك الحيوان الذي يقول الموريتانيون "انه يريدتارلتقوى رقبته ويريدرقبته لإخراج تارالأرمن باطن الأرض".كذالك هو يريد السلطة ليحصل المال ويريدالمال ليخلد في السلطة.ان الناظرفي سيرة الرجل يكتشف أنه هائم بحب المال لايبالي من أين اكتسبه ولاكيف حصل عليه.لهذالايرى أن لأحد الحق في التمول سواه. فكل ذي مال عداه لص يجب مصادرة أمواله كي تجدطريقهافيمابعد الى خزائنه هو.وكل دولة يرأسهاواجب على مواطنيهاصيام مأمورية أواثنتين حتى تمتلئ خزائنه وخزائن أولاده وبناته وأصهاره ومن تبعهم "بإحسان".والافمامعنى أن يسجن أمين خزينة في بي أمكرين بتهمة اختلاس عشرين أوثلاثين مليونا مثلا ويبقى من يقال انه نهب واختلس قرابة اترليون من أموال الشعب طليقا .ان الفسادلايحارب الامن الأعلى كماقال ذات يوم رئيس سنغفور التي كانت من افقر الدول وهي اليوم من أغناها.
هكذا كانت عشر يته السوداء التي حكم فيها بلادنا.حيث بنى إمبراطورية مالية ضخمة في وقت وجيز . بحيث اصبحت كل المنشئات التي تم بناؤهامن طرق وبنايات وغيرها له فيها نصيب المستأسد بكسرالسين. لأنه أنشأبين عشية وضحاهاشركات له استحوذت على جميع الأعمال التي تقوم بها الدولة وأصبحت لهاالأولوية في جميع الأعمال ذات المردودالكبير.لذالك تمت تصفية شركات عريقة حتى تحل شركاته هومحلهاوتحتكر الأنشطة التي كانت تقوم بها. من ذلك مثلااحتكارمقربين منه استيراد الموادالاستهلاكية بعدتصفية شركة سونمكس العريقة من طرفه وحتى الصفقات الكبرى اصبحت مبرمة باسم أولاده أوأصهاره وأقاربه حتى أصبح الوطن كله بثرواته الناضبة والمتجددة رهين تكسبه لاحق لغيره فيه.ومع ذلك يعود اليوم بعدأن أنقذناالله من بطشه ليقول انه يريدترؤس حزب سياسي ليصلح
من خلاله ويوجه ويمنع من انزلاق البلاد الى الفساد.أمرمضحك .أي مصلح هذا الذي بدامسيرته منافسالبوعماتويريد تحصيل ثروة تساوي ثروته ثم مالبث ان تاق الى أن تساوي ثروته ملك اسوازيلاند.ومن يدري فربمامنته الأمارة بالسوء إلى منافسة بيل كيت أواترامب مثلا.
لقدعادولدعبدالعزيزفي خضم حملة شعواءضدتزويرالأدوية.وحديث عن حملة مماثلة ضد كافة الموادالمنتهية الصلاحية. قد تقوم بها وزارة التجارة. ولما كان الرجل مستثمرافي هذين النشاطين وكان التزويروالغش طبعامتأصلافيه ولا يريد أن يجرما فقد خشي أن يفقدعشرات الملايين كان يجنيهامن تجارة الأدوية والمواد الغذائية المزورة. واذا صح أن الدولة بصدد مراجعة اتفاقيات الغازفذالك ماسيصيب الرجل بالدوارلأن المستفيدمنهاهم المقربون منه.والشعب الموريتاني يتطلع إلى ذلك وإلى مراجعة جميع الصفقات الخارجية والداخلية المشبوهة ثم ان أي اتجاه نحوالاصلاح يقام به سييعتبره الرجل موجهاضده لأن
عشر يته خلت من أي انجازيمس حياة الناس أويرفع من مستوى معيشتهم.واذا مااكتشفواأنه لم يكن يفكر الافي جمع ثروة على حساب حياتهم ومستقبل أبنائهم فلن تكون فرصته للعودة إلى الساحة ممكنة وسيصابون بالدهشة ويصبون اللعنات عليه وعلى من كان يطالب له بمأمورية ثالثة.
ان من يقرأ تاريخ الرجل يعرف أنه مستعدللتضحية بكل شئ من أجل الثروة. وبالفعل فقد أصبح صاحب امبراطورية مالية سيبذل الغالي والنفيس في سبيل المحافظة عليهاولايعنيه وطن ولامواطن لأنانيته وتحكم الغرائزفي تفكيره.ومالم يتم تفكيك امبراطوريته فسيبقى البلد في خطروغيرءامن من مؤامراته ولا ينبغي أن تغيب هذه الحقيقة عن صانع القرار،لأني على ثقة بأنه أدرى بها من غيره.وواضح من سلوكه بعدعودته مطأطئ الرأس وإصراره على ممارسة السياسة أنه يدبرمكيدة للبلد.فهوليس قارئا جيدا للتاريخ حتى يستخلص من دروسه القريبة أن من فقد الرئاسة ليس من الحكمة أن يبحث عنهاالا بالوسائل المشروعة.ولاينظرفي مصير الرؤساءقبله لأنهم لم يقودواالبلدالى ما قاده هو اليه من خراب ونهب لثرواته.
ان من يستمع إلى كلام الرجل يعرف أنه يراهن على شئ غير الشعب قطعاو لا الجيش الذين لايرجبان به حسب ما هو معروف من قراءة المشهد. قديلجأ الى محاولة تسميم الأجواء من خلال تشجيع النعرات العرقية أوالقبلية مثلا. ولا يمكن استبعاداقدامه على العمل الطائش المدفوع الثمن الذي يلجأاليه فاقد الأمل والضمير.وهنا ننوه الى أن كل ما له ومن له صلة بهذالرجل المغرور ينبغي أن يبقى تحت الرقابة. ومن هناتبرزأهمية محاكمته لاسترجاع مانهبه من أموال ورقابة خزنتهاوالمنتفعين منها.هذه خواطرمن وحي الضجة التي حصلت أخيرابعدعودة ولد عبد العزبزاردت المساهمة في الحملة المطالبة بمحاكمته ومحاسبته هووبطانته على ما اقترفوه من جرائم في حق شعبناالمسالم .فبعد ان أتى رئيس العصابة وعصابتته على الأخضرواليابس ، عادوا ليأكلواالحجروالمدر.فهل نتركهم يفعلون ؟؟؟
حمادي المرتجي الوافي