عمت البشارات أمس كلاً من موريتانيا والسنغال بعد أن أعلنت شركة «كوسموس» الأمريكية عن اكتشاف حقل إضافي هام من الغاز المسال بعمق 30 متراً غير بعيد من بئر «ياكار 2» الواقعة ضمن كتلة «كيار أوفشور» العميقة في مجمع تورتي الكبير للغاز.
وأكدت الشركة «أن الحقل الجديد يشمل نوعية ممتازة من الغاز».
وأوضحت كوسموس «أن النتائج التي توصلت إليها في هذا الحقل الجديد مشابهة للنتائج التي توصلت لها لدى استكشافها لبئر «ياكار1» الواقعة على بعد تسعة أميال شمال الحقل الجديد».
وبهذا تكون عمليات استكشاف كوسموس وشريكتها «بي.بي» قد نجحت مئة بالمئة في المنطقة الواقعة على الحدود البحرية المشتركة بين موريتانيا والسنغال. وسيجري تطوير حقل «ياكار» على مراحل، ليكون بذلك أول حقل للغاز المسال في المنطقة.
وستبدأ عمليات استغلال الحقل عام 2022 بطاقة 2.2 مليون طن سنوياً. وسيجري تصدير الغاز الموريتاني السنغالي على مستوى السوق الدولية، كما سيوجه منه الكثير لتموين الأسواق المحلية بغاز البوتان. وستتوجه منصة الحفر «فولاريس» بعد حفرها لحقل «ياكار2» إلى موريتانيا لاستكشاف حقول «أوكرا1» في موريتانيا.
وعرفت موريتانيا خلال السنوات الأخيرة اكتشاف كميات كبيرة من الغاز من قبل شركة «كوسموس» الأمريكية التي حظيت بشراكة قوية من عملاق البيتروكيماويات البريطاني شركة «ابرتش بتروليم» التي اشترت نسبة 62% بالمئة من حقل «السلحفاة» السنغالي الموريتاني المشترك الذي ينتظر أن يبدأ الإنتاج فيه في عام 2021 وهو ما من شأنه أن يوفر لموريتانيا موارد مالية معتبرة مقارنة بمواردها الحالية.
وتعود بدايات اكتشاف الغاز في موريتانيا إلى سنة 2002 مع اكتشاف شركة «وود سايد» الأسترالية حقل «بنده» الذي قدر احتياطه بـ 1.7 ترليون قدم مكعب، وفي 2003 اكتشفت الشركة نفسها حقل «بيلكان» باحتياطي قدر بـ 3.6 ترليون قدم مكعب، وتم الاهتمام بشكل أكبر بحقل «بنده» لقربه وسهولة استغلاله، وتلا ذلك اكتشاف حقلين آخرين سنتي 2004 و2005 (تيوف ولعبيدان) اللذين قدرت احتياطاتهما على التوالي بـ 0.7 ترليون، و0.2 تريليون على التوالي، ولكن شركة «وود سايد»، نتيجة ظروفها الخاصة، فضلت الانسحاب من هذه الحقول الواقعة في المحيط قبالة منطقة تبعد 50 كم جنوب العاصمة نواكشوط، وباعته لتحالف شركات لا تزال تواصل العمل مع أن اكتشافاتها ليست بالحجم الكبير.